ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ
ﺳﺆﺍﻝ: ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ، ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺃﻭﺩ ﺃﻥ ﺗﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺎﻏﻴﺔ ﺍﻟﻘﺬﺍﻓﻲ ( ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ) ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺷﻲﺀ ﻭﻳﺴﺘﺪﻟﻮﻥ ﺑﺎﺣﺎﺩﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﺜﻼً ﺑﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻷﺳﺮﻯ ﺃﻭ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻟﺘﻨﻜﻴﻞ ﻭﻣﺎ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ .. ﻓﺄﺗﻤﻨﻰ ﻣﻨﻚ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺍﻟﺘﻮﺿﻴﺢ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻜﻲ ﻧﻨﻘﻠﻪ ﻟﻠﻤﻨﺘﺪﻳﺎﺕ ﻟﻠﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺪﺍﻓﻊ ﻋﻨﻪ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻟﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺧﻮﺓ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻏﻠﺒﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ...، ﺃﺭﺟﻮ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺑﺎﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺟﺰﺍﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﺠﺰﺍﺀ؟
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ: ﻭﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ، ﻭﺑﻌﺪ .. ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﺑـ " ﺑﺎﻟﻘﺬﺍﻓﻲ "، ﻛﺎﻓﺮ ﻣﺮﺗﺪ ﻣﺠﺮﻡ؛ ﻗﺪ ﺍﺟﺘﻤﻌﺖ ﻓﻴﻪ ﺟﻤﻴﻊ ﻧﻮﺍﻗﺾ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻟﻮ ﺃﺭﺩﻧﺎ ﺇﺣﺼﺎﺀﻫﺎ .. ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﺍﺭﺗﻜﺐ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﺑﺤﻖ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ .. ﻓﺘﻔﻨﻦ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻗﺘﻠﻬﻢ ﻭﺗﻌﺬﻳﺒﻬﻢ .. ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﺼﻮﺭ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻭﺍﻹﺟﺮﺍﻡ ﺇﻻ ﻭﻗﺪ ﺍﺭﺗﻜﺒﻬﺎ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻓﺎﺿﺤﺔ .. ﻭﻻ ﺃﻇﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳُﺠﺎﺩﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ.
ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻻ ﺃﺭﻯ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺎﻏﻴﺔ .. ﻭﻻ ﺃﻥ ﻳُﺘﺮﺣّﻢ ﻋﻠﻴﻪ .. ﻭﻻ ﺃﻥ ﻳُﺠﺮﻯ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﺳﻢ ﺩﻓﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ .. ﻭﺃﻥ ﻳُﻮﺍﺭﻯ ﺟﺴﺪﻩ ﻓﻲ ﺣﻔﺮﺓ ﻛﺠﻴﻔﺔ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺘﺄﺫﻯ ﺑﻬﺎ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ .. ﺃﻣﺎ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻗﺘﻠﻪ .. ﻓﻴﺠﻮﺯ ﻗﺘﻠﻪ ﺑﺄﻱ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻗﺘﻞ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ ﺃﻭ ﺑﻌﻀﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ .. ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ
ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ﺑﺎﻟﻤﺜﻞ .. ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ:[ ﻓَﻤَﻦِ ﺍﻋْﺘَﺪَﻯ ﻋَﻠَﻴْﻜُﻢْ ﻓَﺎﻋْﺘَﺪُﻭﺍْ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﺑِﻤِﺜْﻞِ ﻣَﺎ ﺍﻋْﺘَﺪَﻯ ﻋَﻠَﻴْﻜُﻢْ ]ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ:149. ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ:[ ﻭَﻛَﺘَﺒْﻨَﺎ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻢْ ﻓِﻴﻬَﺎ ﺃَﻥَّ ﺍﻟﻨَّﻔْﺲَ ﺑِﺎﻟﻨَّﻔْﺲِ ﻭَﺍﻟْﻌَﻴْﻦَ ﺑِﺎﻟْﻌَﻴْﻦِ ﻭَﺍﻷَﻧﻒَ ﺑِﺎﻷَﻧﻒِ ﻭَﺍﻷُﺫُﻥَ ﺑِﺎﻷُﺫُﻥِ ﻭَﺍﻟﺴِّﻦَّ ﺑِﺎﻟﺴِّﻦِّ ﻭَﺍﻟْﺠُﺮُﻭﺡَ ﻗِﺼَﺎﺹٌ ]ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ:45. ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ:[ ﺇِﻧَّﻤَﺎ ﺟَﺰَﺍﺀ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻳُﺤَﺎﺭِﺑُﻮﻥَ ﺍﻟﻠّﻪَ ﻭَﺭَﺳُﻮﻟَﻪُ ﻭَﻳَﺴْﻌَﻮْﻥَ ﻓِﻲ ﺍﻷَﺭْﺽِ ﻓَﺴَﺎﺩﺍً ﺃَﻥ ﻳُﻘَﺘَّﻠُﻮﺍْ ﺃَﻭْ ﻳُﺼَﻠَّﺒُﻮﺍْ ﺃَﻭْ ﺗُﻘَﻄَّﻊَ ﺃَﻳْﺪِﻳﻬِﻢْ ﻭَﺃَﺭْﺟُﻠُﻬُﻢ ﻣِّﻦْ ﺧِﻼﻑٍ ﺃَﻭْ ﻳُﻨﻔَﻮْﺍْ ﻣِﻦَ ﺍﻷَﺭْﺽِ ﺫَﻟِﻚَ ﻟَﻬُﻢْ ﺧِﺰْﻱٌ ﻓِﻲ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ ﻭَﻟَﻬُﻢْ ﻓِﻲ ﺍﻵﺧِﺮَﺓِ ﻋَﺬَﺍﺏٌ ﻋَﻈِﻴﻢٌ ]ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ:33.
ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺎﻏﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺮﻡ ﻗﺪ ﺣﺎﺭﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟَﻪ، ﻭﺯﻋﻢ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺳﻌﻰ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﺴﺎﺩﺍً ﻭﺧﺮﺍﺑﺎً، ﻭﻗﺘﻞ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﺑﻞ ﺍﻷﻧﻔﺲ ﺍﻟﺒﺮﻳﺌﺔ ﺍﻟﻤﻌﺼﻮﻣﺔ، ﻭﻓﻘﺄ ﺍﻷﻋﻴﻦ، ﻭﻗﻄﻊ ﺍﻷﺫﻥ، ﻭﺑﻘﺮ ﺍﻟﺒﻄﻮﻥ .. ﻭﺳﺮﻕ ﻭﻧﻬﺐ .. ﻭﺳﻠﻂ ﻛﻼﺑﻪ ﺍﻟﻤﺴﻌﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺮﺗﺰﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻋﺮﺍﺽ .. ﻭﻗﺘﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺻﺒﺮﺍً ﻓﻲ ﺃﺳﺮﻫﻢ ﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ﺃﺑﺮﻳﺎﺀ .. ﻭﻟﻮ ﺃﺭﺩﻧﺎ ﺃﻥ ﻧﺤﺼﻲ ﺟﺮﺍﺋﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺎﻏﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺘﺪﻗﻴﻖ ﻭﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻟﺮﺑﻤﺎ ﺍﺣﺘﺠﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﻠﺪﺍﺕ .. ﻭﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺒﺎﻛﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ .. ﻧﻘﻮﻝ ﻟﻬﻢ: ﻛﻔﻮﺍ ﻋﻨﺎ ﺩﻣﻮﻉ ﺍﻟﺘﻤﺎﺳﻴﺢ .. ﺃﻳﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺩﻣﻮﻋﻜﻢ ﻫﺬﻩ ﻟﻤﺎ ﻗﺘﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺃﻟﻒ .. ﻭﻓﻲ ﺳﺠﻦ " ﺃﺑﻮ ﺳﻠﻴﻢ " ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﻟﻒ ﺃﺳﻴﺮ .. ﻭﻏﻴﺒﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﻔﺮ ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳُﻌﻠِﻢ ﺃﺣﺪﺍً ﻋﻨﻬﻢ ﺃﻭ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﺬﻭﻳﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺼﻠﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ!
ﻭﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺮﻫﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﻧﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻮﺍ ﺇﺑﻞ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ، ﻓﻴﺸﺮﺑﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﻟﺒﺎﻧﻬﺎ ﻭﺃﺑﻮﺍﻟﻬﺎ .. ﻓﻔﻌﻠﻮﺍ، ﻭﺻﺤﺖ ﺃﺑﺪﺍﻧﻬﻢ، ﻓﻐﺪﺭﻭﺍ، ﻓﻤﺎﻟﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻋﺎﺀ ﻓﻘﺘﻠﻮﻫﻢ، ﻭﺍﺳﺘﺎﻗﻮﺍ ﺇﺑﻞ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻓﺴﺮﻗﻮﻫﺎ، ﻭﺍﺭﺗﺪﻭﺍ ﻋﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ .. ﻓﺄﺭﺳﻞ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺁﺛﺎﺭﻫﻢ، ﻓﺄﺗﻰ ﺑﻬﻢ، ﻓﻘﻄﻊ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ، ﻭﺃﺭﺟﻠﻬﻢ، ﻭﺳَﻤَﻞَ ﺃﻋﻴﻨﻬﻢ، ﻭﺗﺮﻛﻮﺍ ﺑﺎﻟﺤﺮّﺓ ﺣﺘﻰ ﻣﺎﺗﻮﺍ ... ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﺨﺮﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﻴﻦ ﻭﻏﻴﺮﻫﻤﺎ